أو

أو

أنت ترغب فى ترشيح الدكتور/ محمد عبد المحسن عطية

القيء فى الرضع والأطفال

قام بكتابته أ.د. خالد عبد الحليم حفني في 12 ديسمبر 2016

نبذة عن الكاتب:

بالاضافة الى عمله كأستاذ جراحة أطفال بطب الأزهر فقد عمل استشارى جراحة أطفال بمستشفيات التأمين الصحى بالهرم والفيوم ومستشفى الهلال برمسيس ومستشفى الملك خالد بتبوكبالسعودية ومستشفى الولادة والأطفال بنجران بالسعودية وله أبحاث عديدة فى جراحات المرىء فى الرضع والتضخم الخلقى للقولون وانشقاق سقف الحلق والشفة الأرنبية وعلاج تشوهات مجرى البول وانسداد الأمعاء وعلاج اصابات الحوادث بالاضافة لاجراء العديد من العمليات لعلاج التشوهات المعقدة للشرج والجهاز التناسلى والجهاز الهضمى


القيء فى الرضع وخصوصا حديثى الولادة هو من الأعراض الشائعة التي تسبب ازعاجا للأم وهو متعدد الأسباب , ولإمكانية التشخيص الدقيق للسبب يجب على الأم أن تلاحظ بدقة وقت بداية القىء وكمية القيء ولونه وعلاقته بالطعام أو الاستلقاء على الظهر أثناء النوم وهل هو مصحوب بأعراض أخرى كانتفاخ البطن أو الامساك أو بالبكاء قبل القيء مما يعنى وجود ألم بالبطن أو أن يكون مسبوقا بكحة شديدة. فبتجميع هذه المعلومات وترتيب أوقات حدوثها وتحليل تلك النتائج يمكن وضع تشخيص أولى يكون فى الأغلب صحيحا مما يختصر الفحوصات المطلوبة إلى أدنى حد , ويمكن تلخيص الأسباب وتشخيصها وعلاجها فيما يلى:


1. أكثر أسباب القىء شيوعا هو تقيؤ جزء بسيط من اللبن بعد الرضاعه وهو هنا يسمى تجشأ (تكريع) وذلك بسبب خروج جزء من الهواء من المعدة إلى المريء ثم الى الفم مصحوبا بالقليل من اللبن وتنصح الأم دائما بأن تربت على ظهر رضيعها برقة بيدها عدة مرات بعد كل رضاعة أثناء حمله على صدرها وكتفها للمساعدة فى خروج هذا الهواء حتى لا يتسبب فى حدوث مغص معوى بالبطن إذا ما ترك الهواء يصل الى الأمعاء وهو لا يحتاج إلى علاج طبى ودلالة ذلك هو الزيادة الطبيعية فى وزن الطفل وأنه يحدث بعد الرضاعة بقليل وأن كمية اللبن المتقيء قليلة ولا يتم دفعها لمسافة إلى الأمام مع عدم وجود آلام بالبطن أو انتفاخ أو أى أعراض أخرى.

2. القىء بعد نوبات الكحة الشديدة وذلك بسبب انقباض عضلات البطن أثناء الكحة فتضغط على المعدة فتتسبب فى القيء وهذا يختفي بعلاج الكحة.

3. ومن الأسباب المهمة والشائعة أيضا للقيء فى الرضع والأطفال حدوث ارتجاع للحموضة من المعدة إلى المريء نتيجة نقص خلقي فى عدة مكونات تشريحية فى المعدة ومنطقة التقاء المعدة بالمريء والتى مهمتها منع حدوث هذا الارتجاع عند امتلاء المعدة , وهذا النوع من القيء يحدث منذ أول أيام الولادة ويحدث دائما بعد الرضاعة و يزداد عندما يستلقي الرضيع على ظهره , وفى هذه الحالات فان جزء من الحموضة ينتقل عن طريق البلعوم إلى القصبة الهوائية ثم إلى الرئتين محدثا التهاب كيميائي بالرئتين وقد يؤدي فى الحالات الشديدة إلى تقلص عضلات القصبة الهوائية معطيا أعراضا مماثلة تماما لحساسية الصدر ولا تستجيب لأي علاج سوى علاج ارتجاع الحموضة بالأدوية أولا لفترات طويلة وإذا فشلت يتم العلاج جراحيا.

4. انسداد الأمعاء نتيجة دخول الأمعاء الدقيقة داخل الأمعاء الغليظة وهو يحدث عندما يبدأ الطفل تناول أطعمة غير اللبن عند سن 6-9 شهور من العمر ويشتكي الطفل من تقلصات بالبطن وانتفاخ بسيط يزيد بمرور الوقت ثم تظهر العلامة المهمة جدا والمميزة لذلك وهى نزول مخاط مخلوط بالدم من الشرج مما يستدعي فورا عرضه علي جراح أطفال قبل أن تحدث غرغرينا للأمعاء وتتدهور حالة الطفل سريعا.

5. وجود ضيق خلقي جزئى فى الاثنى عشر أو فم المعدة. وفى حالات ضيق فم المعدة فى الرضع يبدأ حدوث القيء ما بين بداية الأسبوع الثالث والسادس من العمر ولا يبدأ بعد الولادة مباشرة ويتميز القىء باندفاع اللبن المتقيء من الفم بقوة للأمام بعد انتهاء الرضاعة ويكون مصحوبا بصراخ للطفل لوجود تقلص بالمعدة أثناء القيء وإذا ما تم كشف البطن أثناء الرضاعة فمن الممكن ملاحظة وجود تقلصات بالمعدة يتبعها مباشرة حدوث القيء وعلاجها يكون جراحيا.

6. وجود غشاء رقيق مثقوب بفم المعدة أو الاثنى عشر يسمح بمرور السوائل ولا يسمح بمرور الأطعمة الصلبة أو اللزجة مما يؤدي إلى القيء , والأعراض فى هذه الحالات لا تبدأ الا بعد أن يبدأ الطفل فى تناول الأطعمة الصلبة وهناك حالات عديدة تم تشخيصها طبيا بعد سن دخول المدرسة والعلاج الوحيد لها هو التدخل الجراحى.


7. الانسداد التام للمريء أو الأمعاء أو القولون أو الشرج فان القىء يحدث للرضيع بعد الولادة مباشرة وهو يحتاج للتدخل الجراحي الطارئ لانقاذ حياة الرضيع.


8. هناك أسباب أخرى جراحية عديدة منها اختناق الفتق الأربي والذى يحدث أحيانا بعد الولادة مباشرة وقد يؤدى إلى غرغرينا بالخصية نتيجة الضغط على الأوعية الدموية التي تغذيها.


لذا فإن الملاحظة الدقيقة للأعراض بواسطة الأم يؤدي إلى التشخيص والعلاج المبكر لإنقاذ حياة الطفل.







شارك هذا المقال على


العودة للمقالات الطبية