أو

أو

أنت ترغب فى ترشيح الدكتور/ محمد عبد المحسن عطية

رحلة مريض الليزك إلى رؤية الصقر

قام بكتابته أ.د. حسام عبدالحميد الزمبيلي في 31 يوليو 2016



الشكل يوضح الفحوص والاشعة التى يمر بها المريض قبل اجراء الليزك

دعونا نبدأ هذه الرحلة من مرحلة تسمى (إدراك الاحتياج)، وفيها يبدأ المريض في إدراك احتياجه للتغيير، وينبع هذا الادراك من حاجة داخلية أو خارجية، الحاجات الداخلية مثل الرغبة في ممارسة الرياضة مع ما تمثله النظارة عائق حقيقى، الرغبة في التخلص من الاعتماد على النظارة السميكة، حيث يقول المريض "ان أول شيئ أفعله عند استيقاظى هو تحسس مكان النظارة ثم ارتدؤها"، وهناك أيضاً من الحاجات الداخلية هو الرغبة في التخلص من تبعات ومشاكل العدسات اللاصقة من ارتداء يومى وتعقيم ومحاليل ولبس وخلع وحساسية وغيرها. أما الحاجات الخارجية فتتركز في تعليقات وأراء المحيطين في عدم رؤيته لهم أو من سمك النظارة وسوء منظرها، كما تحتاج شريحة من المرضى لاجراء الليزك للتقدم للكليات العسكرية والتي تعتبر من الحاجات الخارجية. ثم يدخل المريض في مرحلة تسمى (إدراك الحل) فيقرأ جريدة أو مجلة فيرى إعلاناً عن الليزك، أو يسمع عن قريب له أو صديق قد خضع لعملية تصحيح الابصار بالليزك، وقد يشاهد إعلاناً تليفزيونياً عن جراحات الليزك، وقد يلتقى بأحد مندوبى التسويق المباشر في أحد المراكز التجارية أو عن طريق التسويق بالتليفون. وبإنتهاء هذه المرحلة يكون المريض قد أدرك المشكلة وأبعَادِها، وأدرك أن هناك حلولاً لهذه المشكلة.


في المرحلة السابقة كان دور المريض سلبى مُتلقى، ولكن عندما يدخل في هذه المرحلة، والتي أسميتها (مرحلة السؤال والاستشارة)، فيبدأ بالقيام بدور نشط إيجابى فيدخل على الانترنت ويجمع المعلومات، ويبحث عن معلومات ومقالات في الصحف والمجلات، ثم يقتنى بعض الكتب والمراجع، ويسأل من سبقوه في هذه التجربة من زملاء وأقرباء، وتنتهى هذه المرحلة بالذهاب لأخصائى العيون للكشف والاستشارة، وهنا يأتى دور الطبيب في التوضيح والشرح بلغةٍ مبسطة بعيدةً عن تعقيد المصطلحات الطبية، ويمكن فى هذه المرحلة أن يقوم الطبيب بعمل الفحوص والاشعاعات للتأكد من ملاءمة وصلاحية عين المريض، وقد يتم عملها قبل الليزك مباشرة، ولكننى أرى أنه من الافضل عملها في هذه المرحلة المبكرة لاكتشاف أى أمراض قد تتواجد بالعين يمكن علاجها قبل إقرار جراحة الليزك، كما أن هذه الفحوص قد تلغى أو تنسف قرار عمل الليزك لعدم ملاءمة عين المريض لهذه الجراحة.

وهنا تبدأ رحلة الفحوص والاشعة، هذه الفحوص تتضمن قياس حدة الابصار بدون نظارة ثم بالنظارة، ثم معرفة درجة عيوب انكسار العين سواء كانت قصر نظر أو طول نظر أو أستجماتيزم، ويتم ذلك إما بالكمبيوتر أو بالطريقة اليدوية أو ما يسمى الإنعكاس الأحمر. وللاطمئنان على الفقرة الأمامية من مقلة العين يتم استخدام المصباح الشِقّى للكشف على الجهاز الدمعى والفقرة الأمامية من مقلة العين والتي تتضمن الملتحمة وقرنية العين والخزانة الأمامية والقزحية وعدسة العين، ثم قياس ضغط العين ويفضل بأجهزة قياس ضغط العين الانبساطية (انظر كتاب المياه الزرقاء من الألف إلى الياء) ، ثم يتم فحص قاع العين بالمنظار المباشر أو غير المباشر (Direct or Indirect Ophthalmoscopy) للاطمئنان على شبكية العين والعصب البصرى. ثم يخضع المريض لمجموعة من الاشعة مثل كيراتومترى (Keratometry) لقياس قوة انكسار القرنية، وباكيمترى (Pachymetry) لقياس سمك القرنية، وخريطة القرنية أو طوبوجرافيا القرنية (Corneal Topography) لتحديد شكل القرنية الانكسارى، وبيومترى (Biometry) لمعرفة قوة العدسة الواجب زرعها داخل العين (في حالة استبعدنا خيار الليزك، وأخيراً قد نحتاج لعمل أبرّوميترى (Aberrometry) لقياس ومعرفة كل عيوب انكسار العين سواء الناتجة من قرنية العين أو من عدسة العين أو من أى وسط انكسارى أخر بالعين. ومن التقنيات الحديثة استخدام أجهزة قياس مرونة القرنية (Corneal Hysterisis) وهذه الاجهزة تقوم بقياس درجة مرونة القرنية للوقاية من تمدد القرنية فيما بعد الليزك.


عندما يقرر الطبيب ملاءمة المريض لاجراء العملية، يدخل المريض في مرحلة أسميها (مرحلة تقييم البدائل) وفيها يقوم المريض بقييم اختيارته من حيث اختيار الطبيب واختيار المستشفى أو المركز الطبى واختيار الجهاز ومقارنة الاسعار. أما اختيار الطبيب فيجب أن نعلم أن أطباء العيون لم يعودوا أطباء عيون بل أصبح هناك ما يسمى التخصص الدقيق مثل جراح المياه الزرقاء وجراح الشبكية وجراح القرنية وعيوب انكسار العين، ومن هنا وجب مراعاة اختيار طبيب العيون المتخصص في أمراض القرنية والليزك، كما يراعى عند اختيار الطبيب مدى خبرته ودرجة مهارته. أما في حالة اختيار المركز الطبى فيتم مراعاة الموقع الجغرافى بحيث يسهل الوصول اليه في حالات المتابعة والطوارئ، كما يراعى أن يتمتع المركز بالجودة، وكلمة الجودة كلمة كبيرة وتحمل معانٍ كثيرة وأبعاد متعددة من الالتزام والنظافة والاتقان والكفاءة والفعالية والملاءمة والتوافر ومكافحة العدوى ومنع الامراض وغيرها. أما اختيار الجهاز فيفضل أن يكون من الاجهزة الحديثة التى تتمتع بنظام بصمة العين (Customized Ablation)، بحيث يتم تفصيل العلاج اللازم حسب احتياج العين بدقة شديدة، كما يحتوى الجهاز على نظام متابعة لانسان العين (Tracking System) عن طريق كاميرا فيديو صغيرة (Miniature Video Camera) تعطى اشارات لشعاع الليزر عن حركة انسان العين. أما مقارنة السعر فمن وجهة نظرى فيجب أن يضعها المريض في مرتبة متأخرة في سُلَّم الاولويات وذلك لعدة أسباب أولها تعدد المتغيرات التى تحدد السعر مثل الطبيب والجهاز والمركز والمكان والجودة وحالة المريض، ثانياً يصعب ربط الخدمة الطبية المقدمة بسعر محدد إلا بتثبيت كل العوامل المتعلقة بالجهاز والطبيب والمركز وحالة المريض، وهنا... وهنا فقط .. يمكننا عمل المقارنة السعرية.
يدخل المريض عقب ذلك في مرحلة تسمى (مرحلة اجراء الليزك) وهذه المرحلة سوف نفرد لها فصلاً خاصأً، حيث نتناولها بكل تفاصيلها من الفحوص والتفاصيل ثم مروراً بتجهيز المريض ومن ثَمَّ تجربة العملية نفسها وأحاسيسه المختلفة نقلاً عن مرضى حقيقيين.


تم اجراء العملية. يدخل المريض في مرحلة تسمى (مرحلة التقييم) أو (مرحلة ما بعد الليزك) وهى خليط من ملاحظة النفس لتقرير مدى التحسن الذي طرأ على نظره، وهذا غالباً ما يحدث، ولكنه يعانى لفترة تتراوح من ثلاثة إلى ستة شهور من جفاف بالقرنية والملتحمة وهذا الجفاف يشعر به على حرقان بالعين وعدم وضوح وقتى للرؤية يزول بمجرد وضع قطرة الدموع الصناعية ويزداد بكثرة مشاهدة التليفزيون والجلوس أمام الكمبيوتر. وفى هذه المرحلة يجب عليه الالتزام بمواعيدالقطرة وعدم دعك عينيه، وعدم التعرض للأتربة، وارتداء نظارة شمسية. بعد استقرار الحالة ومرور الاسبوع الاول يبدأ في تأمل المعاملة والخدمة ومدى صحة اختياره، واجترار الاحداث السابقة والمقارنة لاحقاً بين هذه التجربة بكل جوانيها وأي تجربة أخرى قد يكون قد مر بها أو سوف يمر بها فيما بعد، أو مر بها أحد الاقرباء أو الزملاء.


وهنا تنتهى هذه الرحلة، والتي في نهايتها يحصل 99.9% من المرضى -الذين أثبتت الفحوص سلامة أعينهم تماماً فسيولوجياً وتشريحياً- على رؤية أفضل من 6/6 بدون نظارة أو عدسات لاصقة، أو ما يمكننا أن نسميها (رؤية الصقر) ليستمتع المريض بحريةٍ وانطلاقٍ وسعادةٍ غير مسبوقين.








شارك هذا المقال على


العودة للمقالات الطبية